هو بحق شيخ النقاد والمترجمين في مصر والعالم العربي، فهو أحد أكثرهم إنتاجا وكثافة في العمل، إضافة إلي ذلك، فهو أحد الذين يتسمون بالبانورامية في الاهتمام، حيث يهتم بكل جوانب العمل الأدبي، فهو شاعر، ومترجم، وناقد، وكاتب مسرحي، وهذا ما يجعل الحديث معه ممتعاً،
وفي حوارنا معه حاولنا أن نستعرض آراءه في عدد من القضايا:
قمت بترجمة الكثير من الأعمال من العربية إلي الإنجليزية وبالعكس.. فهل اكتشفت جديدا في هذه الأعمال من خلال ترجمتها؟
الترجمة عبارة عن رحلة اكتشاف، فأنا ترجمت الشعر العربي إلي الإنجليزية، حيث ترجمت أحد عشر ديوانا للشعراء العرب المعاصرين، وكتابا كاملا قدمت فيه ثمانية عشر عربيا، وأضفت إليه مقدمة من أربع وخمسين صفحة من القطع الكبيرة عن الشعر العربي باللغة الإنجليزية، ومنذ ست سنوات صدر لي في أمريكا ديواناً يتضمن قصائد ثلاثين شاعرا عربيا، ترجمتها إلي الإنجليزية مع مقدمة، والحمد لله لا تزال مبيعات هذا الكتاب في ازدياد، مما يدل علي أن عباراتنا مطلوبة لدي الناطقين بالإنجليزية في شتي أنحاء العالم،
وترجمة الشعر العربي إلي الإنجليزية ساعدتني علي اكتشاف مناطق جمال وإبداع لم أكن أدري بها وأنا أقرأ الشعر بالعربية، لأني كنت أتأمل الكلام قبل أن أترجمه: ما معناه الظاهر وما معناه الباطن، فالترجمة هي تفاعل مع النص المترجم.
من حوار صحفي في جريدة الأهرام مع الأستاذ الدكتور محمد عناني.